فَضْلُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ وَأَهَمِّيَّةُ تَعَلُّمِهَا
الحَمْدُ لِلَّهِ، وَالصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ، وَعَلَى آلِهِ وَصَحْبِهِ أَجْمَعِينَ، أَمَّا بَعْدُ:
فَإِنَّ اللُّغَةَ الْعَرَبِيَّةَ هِيَ لُغَةُ الْقُرْآنِ الْكَرِيمِ، وَلُغَةُ السُّنَّةِ النَّبَوِيَّةِ، وَبِهَا فَهِمَ الصَّحَابَةُ دِينَهُمْ، وَبِهَا نَزَلَ كِتَابُ اللَّهِ الْمُبِينُ، قَالَ تَعَالَى:﴿ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ ﴾[الشُّعَرَاء: 195].
اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ هِيَ أَفْصَحُ اللُّغَاتِ، وَأَكْثَرُهَا قُدْرَةً عَلَى تَأْدِيَةِ الْمَعَانِي، وَقَدِ اخْتَارَهَا اللَّهُ لِكِتَابِهِ وَلِرِسَالَتِهِ، وَجَعَلَهَا هُوِيَّةً لِلْمُسْلِمِ وَسِمَةً لِلْإِسْلَامِ،
قَالَ شَيْخُ الْإِسْلَامِ ابْنُ تَيْمِيَّةَ: "اللِّسَانُ الْعَرَبِيُّ شِعَارُ الْإِسْلَامِ وَأَهْلِهِ"
وَقَالَ الْإِمَامُ الشَّافِعِيُّ: "عَلَى كُلِّ مُسْلِمٍ أَنْ يَتَعَلَّمَ مِنْ لِسَانِ الْعَرَبِ مَا يُبَلِّغُهُ جُهْدُهُ؛ لِيَقُومَ بِمَا افْتُرِضَ عَلَيْهِ".
وَقَالَ ابْنُ قَيِّمٍ الْجَوْزِيَّةِ: "لَا يَعْرِفُ فَضْلَ الْقُرْآنِ إِلَّا مَنْ عَرَفَ كَلَامَ الْعَرَبِ".
وَقَالَ الشَّاطِبِيُّ: "فَهْمُ الشَّرِيعَةِ لَا يَتِمُّ إِلَّا عَنْ طَرِيقِ لِسَانِ الْعَرَبِ".
اللُّغَةُ الْعَرَبِيَّةُ لَيْسَتْ لُغَةَ تَعَامُلٍ فَقَط، بَلْ هِيَ أَيْضًا هُوِيَّةٌ وَدِينٌ وَعِلْمٌ ، وَقَدْ جَمَعَتْ بَيْنَ الْبَيَانِ وَالْبَلَاغَةِ وَالْفَصَاحَةِ، وَجَعَلَهَا اللَّهُ سَبَبًا لِفَهْمِ الْإِسْلَامِ وَتَعَلُّمِهِ.
فَتَعَلُّمُ اللُّغَةِ الْعَرَبِيَّةِ هُوَ مِفْتَاحُ التَّفَقُّهِ فِي الدِّينِ، وَسَبِيلُ فَهْمِ الْقُرْآنِ وَالسُّنَّةِ،